تتجه الأنظار مساء الجمعة 14 نوفمبر 2025 نحو الملعب الأولمبي حمادي العقربي في العاصمة التونسية، حيث يستضيف المنتخب التونسي نظيره الأردني في مباراة ودية قوية تمثّل محطة مهمة في تحضيرات الطرفين لاستحقاقاتهما المقبلة. اللقاء، رغم طابعه الودي، يحمل الكثير من الأهمية الفنية والمعنوية لكل منتخب، في ظل سعيهما للوصول إلى أفضل جاهزية قبل المشاركة في نهائيات كأس العرب “فيفا قطر 2025” المقررة بين 1 و18 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
مواعيد المباراة والبث المباشر
تنطلق المباراة في الأوقات التالية:
- 17:45 بتوقيت تونس
- 19:45 بتوقيت عمّان
- 20:45 بتوقيت أبوظبي
وسيكون بإمكان الجماهير متابعة المواجهة عبر قناتي الوطنية التونسية و الأردن الرياضية، إضافةً إلى البث المباشر على قناة يوتيوب التابعة للاتحاد الأردني لكرة القدم، ما يتيح فرصة واسعة للمشاهدين في الوطن العربي لمتابعة هذا الاختبار الفني المهم.
تحضيرات أردنية جادة بقيادة جمال السلامي
أنهى المنتخب الأردني تحضيراته للمباراة بإجراء حصته التدريبية الأخيرة على ملعب عمّان الدولي قبل التوجّه إلى تونس، وذلك تحت إشراف المدير الفني جمال السلامي الذي أبدى اهتماماً كبيراً بهذه المواجهة، نظراً لقوة المنافس التونسي الذي يمتلك خبرة طويلة في البطولات الدولية، إضافة إلى تميّزه بالانضباط الدفاعي والنجاعة الهجومية.
السلامي أكد في حديثه للاعبين أنّ المباراة تشكّل فرصة مثالية لاكتساب خبرة مواجهة المنتخبات الإفريقية ذات الإيقاع السريع والقوة البدنية. كما شدد على أن الهدف الأساسي هو تقييم أداء اللاعبين في ظل دخول المرحلة الأخيرة من الاستعداد قبل خوض كأس العرب، ثم مواجهة مالي الودية المرتقبة الثلاثاء المقبل.
ولاقى عودة هدّاف الدوري المحلي محمد العرسان اهتماماً واسعاً داخل المعسكر الأردني، إلى جانب استدعاء تامر بني عودة جناح وست بروميتش ألبيون الإنجليزي للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب، وهو لاعب يعوّل عليه الجهاز الفني كثيراً لإضافة حلول هجومية جديدة قد يحتاجها النشامى في البطولات المقبلة.
استعدادات تونس… نظرة نحو أمم أفريقيا 2025
من الجانب التونسي، تأتي المباراة ضمن سلسلة تحضيرات “نسور قرطاج” قبل المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2025 بالمغرب، حيث أوقعتهم القرعة في مجموعة ثالثة قوية تضم منتخبات أوغندا ونيجيريا وتنزانيا. ويعمل الجهاز الفني التونسي على منح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين لاختبار جاهزيتهم قبل الاستحقاق القاري، خصوصاً أن المنتخب سيكون مطالباً بالمنافسة على اللقب بعد سنوات من الاقتراب دون تحقيق البطولة.
كما أن مواجهة منتخب عربي يملك تنظيماً دفاعياً جيداً مثل الأردن تُعد فرصة مناسبة لتجربة خطط اللعب وتقييم الحالة البدنية للاعبين، خاصة في ظل برنامج مزدحم ينتظر المنتخب خلال الأسابيع المقبلة.
خلفية تاريخية: مواجهة نادرة لكنها واعدة
تاريخياً، لم يلتقِ المنتخبان سوى ثلاث مرات فقط:
- تونس 4 – 0 الأردن (1963)
- تونس 5 – 0 الأردن (1974)
- تعادل 3 – 3 ودياً في 2011
ورغم قلّة المواجهات، فإن مباراة 2011 الودية تحديداً لا تزال راسخة في ذاكرة الجماهير بسبب ندّيتها وتسجيل ستة أهداف، ما يفتح باب التوقعات لسيناريو مشابه قد يتكرر، خصوصاً في ظل رغبة كل منتخب في تقديم مباراة هجومية وممتعة للجمهور.
اللقاء الجديد يأتي في توقيت مختلف تماماً مقارنة بالمواجهات السابقة، فالأردن يدخل المباراة هذه المرّة وهو في أفضل مراحله التاريخية بعد أن أصبح أول منتخب عربي يضمن التأهل إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، إثر حلوله ثانياً في المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية. هذا الإنجاز غير المسبوق يمنح المنتخب دفعة معنوية كبيرة، ويزيد من قيمة كل مباراة يخوضها استعداداً للاستحقاقات المقبلة.
أما تونس، فلا تزال تُعد أحد أقوى المنتخبات العربية والإفريقية، وتملك سجلاً طويلاً من المشاركات في كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية، ما يجعل المباراة فرصة مهمة للأردن لقياس قدراته أمام منافس يمتلك خبرة عالية، وفي الوقت نفسه اختباراً جاداً للمنتخب التونسي قبل دخول معترك البطولات الرسمية.
أهمية المباراة للطرفين: أكثر من ودية
على الرغم من أن المباراة غير رسمية، إلا أنّ دوافع الطرفين تجعلها أكثر من مجرد لقاء ودي:
بالنسبة للأردن:
- اختبار جاهزية اللاعبين العائدين والجدد.
- تجربة خيارات تكتيكية جديدة قبل كأس العرب.
- زيادة الانسجام بين عناصر الفريق بعد التغييرات الأخيرة في التشكيلة.
- الحفاظ على الزخم المعنوي بعد التأهل التاريخي لكأس العالم.
بالنسبة لتونس:
- تقييم مستوى اللاعبين قبل كأس الأمم الإفريقية.
- اختبار العمق في دكة البدلاء.
- تحديد الشكل التكتيكي الأمثل للمباريات الرسمية.
- مواجهة منتخب يتميز بالصلابة الدفاعية والتنظيم الجيد.
خلاصة
يأتي اللقاء بين الأردن وتونس في توقيت مثالي لكلا المنتخبين، إذ يتطلع كل منهما لاستكمال استعداداته قبل دخول معترك بطولات هامة خلال الشهرين المقبلين. ومع أن المباراة تُصنف ضمن الوديات، إلا أن ظروفها الفنية وتحسن مستوى المنتخبين خلال السنوات الأخيرة يجعلها مواجهة ذات طابع رسمي من حيث الجدية، رغم خلوها من النقاط. ومن المتوقع أن تشهد المواجهة حضوراً جماهيرياً محترماً، إضافة إلى متابعة واسعة عبر القنوات الناقلة، ما يعكس أهمية الحدث في الشارع الرياضي العربي.
في النهاية، ستكون المباراة محطة قياس مهمة، وقد تمنح الجهازين الفنيين الكثير من المؤشرات حول جاهزية لاعبيهم قبل المواعيد الكبرى، فيما يأمل الجمهور أن يقدم المنتخبين عرضاً ممتعاً يليق بالكرة العربية التي تستعد لبطولة عربية كبرى في قطر نهاية العام.
