في أمسية كروية أفريقية تاريخية، نجح المنتخب التونسي لكرة القدم في تحقيق فوزٍ مهم بقيادة مزدوجة ضمن جماعة C من كأس الأمم الإفريقية 2025، على حساب منتخب أوغندا بنتيجة 3-1، في مباراةٍ جاءت لتؤكد عودة “نسور قرطاج” إلى الأداء المتميز والمنافسة القوية على اللقب القاري.
استضاف الملعب Annex Olympic Stadium في الرباط، المغرب، حيث فرض المنتخب التونسي شخصيته منذ الدقائق الأولى، وأثبت تفوقه الفني والتكتيكي على أرضية الملعب، رغم الظروف الجوية الصعبة التي صاحبت اللقاء.
1. البداية القوية وتسجيل الهدف الأول
لم تمضِ إلا 10 دقائق على انطلاق المباراة حتى نجح إلياس السخيري في منح تونس التقدم الأول بعد استغلال لتمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء، ليضع الكرة في الشباك ببراعة عالية. كان الهدف نتاج تنظيم رائع للهجوم التونسي، ومستوى ممتاز في الاستحواذ على الكرة والسيطرة على وسط الملعب، مما وضع أوغندا تحت الضغط منذ البداية.
قدّم السخيري أداءً قياديًا في منطقة الوسط، مساهمًا في بناء اللعب والتحكم بإيقاع المباراة، وهو ما أعطى تونس دفعة معنوية كبيرة في وقتٍ حاسم من المباريات الافتتاحية في كأس الأمم.
2. التقدم إلى هدفٍ ثانٍ قبل الربع ساعة الأخيرة من الشوط الأول
واصل نسور قرطاج هيمنتهم على المباراة، واستثمروا تناغمهم الهجومي للوصول إلى الهدف الثاني في الدقيقة 40 عن طريق إلياس عاشوري، الذي أنهى هجمةٍ منظمة بلمسةٍ فنية رائعة داخل منطقة الجزاء، ينتهي الشوط الأول بتقدم تونس 2-0.
هذا الهدف جاء نتيجة تنسيق ممتاز بين خطوط الفريق، وقراءة جيدة للفرص الهجومية التي خلقها الوسط الدفاعي، واستغلال المثالية في تحركات المهاجمين داخل منطقة الجزاء المنافسة.
3. بعد الاستراحة: تعزيز السيطرة وإضافة الهدف الثالث
مع انطلاق الشوط الثاني، لم تتغير ملامح اللقاء؛ حيث ظل المنتخب التونسي هو الطرف الأكثر نشاطًا وتنظيمًا. وفي الدقيقة 64، عزز عاشوري تفوقه الشخصي وفعاليته الهجومية بتسجيل الهدف الثالث بعد تمريرة حاسمة وتمريرة خلف دفاع أوغندا، ليضع الكرة بثقة في الزاوية البعيدة، مُنهِيًا بذلك آمال الخصم في العودة إلى اللقاء.
جاء هذا الهدف تتويجًا لنسق تونس الهجومي المضاعف والضغط المستمر على دفاع أوغندا، مما يدل على جاهزية الفريق البدنية والفنية في مثل هذه المباريات المصيرية.
4. هدفٌٌ متأخر لأوغندا لكنه جاء متأخرًا جدًا
على الرغم من التفوق التونسي الكاسح طيلة دقائق المباراة، تمكن منتخب **أوغندا من تسجيل هدفٍ شرفي في الدقيقة 90+2 عبر ديني أوميدي، مستغلًا هفوة دفاعية من الفريق التونسي، لكنه لم يكن كافيًا لزحزحة النتيجة.
الهدف الشرفي قد يلعب دورًا نفسياً إيجابياً لأوغندا في المباريات القادمة، لكن في هذا اللقاء كان الفوز التونسي أحق بالأهداف والنتيجة.
5. تحليل فني وتكتيكي للمباراة
سيطرة تونس في وسط الملعب
اعتمد المنتخب التونسي على التحكم في منتصف الملعب منذ البداية، مستفيدًا من التوزيع الجيد للاعبين، والاستحواذ على الكرة، وتطبيق الضغط العالي عند فقدانها، مما خلق فرصًا حقيقية للتسجيل مبكرًا وقطع خطوط تمرير الخصم.
تنوع في الهجمات
تميزت تونس بقدرتها على التحول من الدفاع إلى الهجوم بسرعة، مستغلة الفراغات في دفاع أوغندا، والتنظيم المتقدم للأطراف، وهو أمر مكنها من خلق فرص تهديفية متعددة، أبرزها هدف السخيري الأول الذي جاء من تسديدة منظمة داخل منطقة الجزاء.
ضغط أوغندا ورد الفعل
من جانبهم، حاول لاعبو أوغندا الضغط في بعض الأحيان واستعادة الكرة، إلا أن ضعف الفاعلية الهجومية وعدم التجانس الدفاعي جعل مهمتهم صعبة أمام تنظيم تونس. ومع دخول المباراة في الدقائق الأخيرة، بدا التعب البدني واضحًا على لاعبي أوغندا، مما سمح لتونس بالسيطرة الكاملة على الإيقاع.
6. أداء اللاعبين: من برز ومن تألق
إلياس عاشوري
كان بلا شك نجم اللقاء بصناعته لهدفين وتسجيله الثالث، حيث أظهر قدرة عالية على إنهاء الفرص، والتحرك الذكي داخل منطقة الجزاء، وتوقع الكرات بطريقة احترافية.
إلياس السخيري
قاد خط الوسط بقوة، وقدم تمريرات ذكية ساهمت في تدفق الهجمات المنظمة، إضافة إلى تسجيله الهدف الأول الذي منح تونس التفوق المبكر.
الدفاع التونسي
على الرغم من الهدف المتأخر الذي استقبلته تونس، فإن أداء الدفاع بشكل عام كان قويًا ومتماسكًا، مع قراءة متقنة للكرات العالية وردود فعل سريعة تجاه محاولات أوغندا.
أوغندا
قدم لاعبو أوغندا مستوى قابلًا للزيادة، خصوصًا في الجانب البدني والاندفاع، لكن افتقاد اللمسة الأخيرة والقرارات التكتيكية التي تناسب مواجهة فريق من مستوى تونس كانت واضحة.
7. ردة فعل المدربين
سامّي الطرابلسي – تونس
أشاد مدرب تونس بروح لاعبيه وتعاونهم داخل الملعب، مؤكدًا أن هذا الانتصار يعكس قدرة المنتخب على المنافسة بقوة في البطولة، وأن الهدف القادم هو الاستمرارية في تقديم الأداء نفسه في المباريات القادمة.
بول بوت – أوغندا
من جانبه، أعرب مدرب أوغندا عن خيبة أمله في بعض الفترات التي لم يظهر فيها الفريق بالشكل المطلوب، مشيرًا إلى ضرورة تحسين المنافسة البدنية والتكتيكية قبل مواجهة المباريات القادمة.
8. الأهمية الاستراتيجية للانتصار
هذا الفوز يأتي في مستهل مشوار تونس في المجموعة، ويمنح المنتخب نقطة انطلاق قوية تؤهله نفسيًا وفنيًا لمواصلة المنافسة على الصدارة والتأهل إلى الأدوار المتقدمة، خاصة في مجموعة تضم منافسين أقوياء.
أمّا أوغندا، فإن الخسارة تُعد درسًا مهمًا في المنافسات الكبرى، ويجب عليها أن تراجع استراتيجياتها قبل المباريات القادمة للمنافسة بجدارة.
9. الخاتمة
في نهاية المطاف، قدم المنتخب التونسي مباراة قوية ومنضبطة أمام أوغندا، وتمكن من استغلال نجاعة الفرص والتفوق التكتيكي طوال المباراة، ليخرج بفوزٍ مستحقٍ بنتيجة 3-1 في افتتاح مشواره في كأس الأمم الإفريقية 2025.
هذا الانتصار يعكس تطور الكرة التونسية، ويمنح الجماهير آمالًا كبيرة في الوصول بعيدًا في البطولة، بينما يدعونا الأداء الأوغندي إلى انتظار ردّ فعل قوي في المباريات القادمة.
