الأولمبي الباجي يواصل تحضيراته لقمة الجولة 15 أمام النادي الإفريقي وسط غيابات مؤثرة وعودة دولية مهمّة

 


يواصل الأولمبي الباجي استعداداته الجدية لمواجهة النادي الإفريقي يوم الأحد القادم على أرضية ملعب بوجمعة الكميتي، في إطار الجولة الخامسة عشرة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. ويكتسي هذا اللقاء أهمية كبرى للفريقين، إذ يسعى كل منهما إلى تحسين وضعيته في الترتيب قبل دخول المنعطف الحاسم من الموسم.


وقد شهدت الحصص التدريبية الأخيرة للأولمبي الباجي أجواءً من التركيز والانضباط، وسط رغبة واضحة من الجهاز الفني في ضبط تفاصيل الخطة المناسبة لمقارعة أحد أعرق أندية تونس. ويعتمد المدرب على الرفع من النسق البدني لعناصره، مع العمل بالتوازي على الجوانب التكتيكية، خاصة ما يتعلق بالتمركز الدفاعي وغلق المساحات أمام سرعة هجوم الإفريقي.


عودة الضاوي تعزّز خيارات المدرب


ومن أبرز مستجدات مقرّ تمارين الأولمبيك، عودة اللاعب الشاب إلياس الضاوي، المنتسب للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، بعد مشاركته في نهائيات كأس العالم للناشئين. وتشكل عودته إضافة ثمينة للفريق، خاصة بعد التطور الكبير الذي ظهر عليه مع المنتخب في المونديال، إذ اكتسب خبرة دولية مهمة قد تساعده في فرض مكانته داخل التشكيلة الأساسية.


ويعوّل الإطار الفني على حيوية الضاوي وقدرته على لعب أدوار هجومية ودفاعية، بما يمنح الفريق حلولاً إضافية في خط الوسط. كما لقي اللاعب استقبالاً حاراً من زملائه، في صورة تعكس مكانته داخل المجموعة، وتؤكد الرغبة في الاستفادة من إمكاناته في المباريات المقبلة.


غيابات مؤثرة في صفوف الأولمبيك


ورغم الطابع الإيجابي الذي رافق عودة الدولي الشاب، فإن الأولمبي الباجي سيخوض مباراته المرتقبة ضد الإفريقي منقوصاً من خدمات لاعبين مهمين. وسيغيب المدافع محمد أمين المرزوقي بسبب عقوبة الإقصاء التي تعرض لها في المباراة الأخيرة، في لحظة كانت محل جدل بين جماهير الفريق. ويمثل غيابه ضربة موجعة للخط الخلفي، باعتباره أحد أكثر اللاعبين انتظاماً في الأداء، إلى جانب قيمته في البناء من الخلف.


كما يتواصل غياب اللاعب نسيم حسني بداعي الإصابة، وهي إصابة أجبرت الجهاز الطبي على إخضاعه لبرنامج علاجي خاص قد يبعده لأسابيع إضافية. ويُعد حسني أحد العناصر القادرة على خلق التفوق العددي في الرواق، وبالتالي سيضطر المدرب إلى البحث عن حلول بديلة لتعويض هذا النقص.


في ظل هذه الغيابات، تبدو خيارات المدرب محدودة نسبياً، لكنه يراهن على جاهزية بقية العناصر وعلى الروح القتالية للفريق، خاصة داخل ميدانه حيث يحظى بدعم جماهيري كبير.


روح انتقامية ورغبة في التدارك


يدخل الأولمبي الباجي هذا اللقاء بطموح كبير لتحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق يعيش فترة متذبذبة. وكان الفريق قد قدم مستويات محترمة في بعض مباريات الموسم، لكنه أهدر عديد النقاط في الدقائق الأخيرة، ما وضعه في موقع يتطلب التركيز وتحقيق الفوز لاستعادة التوازن.


وتحمل المباراة نكهة خاصة لجماهير باجة، التي تتطلع إلى ردّ الفعل على أرضية ملعب بوجمعة الكميتي، خصوصاً أن مواجهات الفريقين دائماً ما تُقدّم إثارة كبيرة وتتسم بالتنافسية. ويتوقع أن يحضر الجمهور بأعداد محترمة دعماً للفريق وتشجيعاً له على انتزاع فوز ثمين.


النادي الإفريقي… منافس عنيد


من جهته، يدخل النادي الإفريقي المباراة وعينه على النقاط الثلاث لمواصلة مطاردة المراتب الأولى. وعلى الرغم من بعض النتائج المتذبذبة، فإنه يملك مجموعة قوية قادرة على قلب الموازين في أي لحظة. وسيحاول الفريق الضغط على مناطق الأولمبي الباجي واستغلال غياب بعض العناصر الأساسية، ما يجعل اللقاء تكتيكياً بامتياز.


كما يُنتظر أن يعتمد الإفريقي على الاستحواذ والضغط العالي، فيما سيسعى الأولمبي الباجي إلى استغلال الهجمات المرتدة، وهو السيناريو الذي اشتغل عليه الإطار الفني خلال التمارين الأخيرة.


مباراة منتظرة يوم الأحد


ويُشار إلى أن المباراة ستقام يوم الأحد 23 نوفمبر بداية من الساعة 14:00 بملعب بوجمعة الكميتي. ويتوقع أن يكون الجو الجماهيري مميزاً، خاصة وأن المباراة تأتي في فترة مفصلية من الموسم، ما يرفع من قيمة نقاطها الثلاث.


وبين طموح الأولمبي الباجي في استعادة النتائج الإيجابية، ورغبة النادي الإفريقي في مواصلة التقدم، تبدو جميع الظروف مهيأة لمباراة مشوقة تجمع بين فريقين يملكان تاريخاً كبيراً في كرة القدم التونسية.